قنوات تليفزيونية

لا نريد توسيع التوترات مع إسرائيل – قناة الغد

بينما قرر زعماء الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، تشديد العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل، رداً على قصف قنصليتها في دمشق مطلع شهر أبريل/ نيسان الجاري.. لا تزال حرب التصريحات الساخنة تطلق التهديدات بالردع بين طهران وتل أبيب، في حين تتولى الولايات المتحدة «ضيط الايقاع» بموافقة الطرفين (إيران وإسرائبل).

موعد مرجح  بعد عيد الفصح

ويبدو أن رسائل النيران بين إسرائيل وإيران سوف تقتصر على «التصريحات الساخنة».. وأكد مسؤول أميركي كبير لشبكة «  ANC  News»  الأميركية، أن شن إسرائيل ضربة على إيران «غير مرجح» إلا بعد عيد الفصح، الذي بدأ الاثنين، وينتهي 30 أبريل / نيسان الجاري.. واستدرك المسؤول الأميركي: «ذلك على الرغم من أن هذا التقدير قد يتغير دائماً».

واشنطن حذرت إسرائيل من التصعيد

وكشفت مصادر إسرائيلية وأميركية لموقع «أكسيوس» الإخباري الأميريكي، أن إسرائيل خططت لتوجيه «ضربة انتقامية» ضد إيران  مساء الإثنين، لكنها قررت في النهاية تأجيلها، وأن إدارة الرئيس جو بايدن،  حذَّرت إسرائيل من أن التصعيد مع إيران لن يخدم المصالح الأميركية أو الإسرائيلية، وحثت تل أبيب على «توخي الحذر» مع أي انتقام.

إسرائيل قررت التأجيل

ونقل  «أكسيوس» عن مسؤول أميركي، أن «ضربة إسرائيلية صغيرة» داخل إيران ستؤدي على الأرجح إلى رد إيراني. لكن إدارة بايدن تأمل أن تكون محدودة أكثر من الضربة الإيرانية على إسرائيل، وأن تنهي تبادل الهجمات بين البلدين.

وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل قرار بشأن الرد الإسرائيلي منذ السبت، وفق «أكسيوس»

 

رسائل تطمينية بين إيران والولايات المتحدة

وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان،  كشف أن إيران أطلعت أميركا على الهجوم الذي استهدف إسرائيل قبل وبعد الضربة.. وبحسب وكالة  «إرنا»، أضاف عبد اللهيان عقب وصوله نيويورك أمس للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي: «لقد أطلعنا أميركا منذ أن اتخذ القرار في إيران بأنه يجب الرد اللازم على إسرائيل في إطار القانون الدولي والدفاع المشروع، وتوجيه الإنذار والعقاب اللازمين.. قلنا لأميركا أن الرد أمر محسوم وتم تبادل الرسائل قبل العملية وبعدها».

واشنطن تتولى «ضبط الإيقاع»

وتابع عبد اللهيان: «حوالي الساعة 2:30 من فجر يوم الأحد، مساء السبت، بتوقيت غرينتش من هذا الأسبوع 13 أبريل/ نيسان، وجهنا رسالة أخرى إلى الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية، حيث سعينا أن نقول بصراحة ووضوح للولايات المتحدة في هذه الرسائل إننا لا نسعى لتصعيد التوتر في المنطقة».. كان واضحا منذ البداية تفويض الولايات المتحدة لـ«ضبط الإيقاع».

قلق مؤشرات التصعيد

وترى الأكاديمية والباحثة السياسية، دكتورة تمارا حداد، أن مؤشرات التصعيد في المنطقة تنبىء بأن منطقة الشرق الأوسط فوق بركان قد ينفجر في أي لحظة، رغم أن هناك جهودا أميركية تدعو لضبط النفس حتى لا تشتعل النيران فوق المنطقة، وهناك رسائل متبادلة مع إيران عبر السفارة السويسرية في طهران، وهناك خطوط اتصال مفتوحة بين واشنطن وتل أبيب.

الرد الإسرائيلي مرتهن بالموقف الأميركي

وقالت «د. تمارا»، في حوار على شاشة الغد، هناك قرار إسرائيلي على المستوى السياسي والأمني والعسكري، بضرورة الرد وتوجيه ضربة لإيران، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم الاتفاق على «كيف ومتى وأين» سيتم الرد، وذلك مرتهن بالموقف الأميركي.

وأضافت: «نتنياهو واليمين المتطرف يتبنون الرد السريع على الهجوم الإيراني، ولكن هناك ترقب  للموقف الأميركي حتى لا يتحمل نتنياهو المسرولية في حالة الفشل، وبذلك يقضي على مستقبله السياسي، بينما لو وافقت الولايات المنتخدة على الرد الإسرائيلي فإن واشنطن تتحمل المسؤولية معه».

الخيار الإسرائيلي: ضربة «ناعمة» أم «خشنة»

وتابعت «د. تمارا» قائلة: «في حال الموافقة الأميركية على الرد، فإن هناك مشروعان إسرائيليان: إما ضربة  إسرائيلية «ناعمة» لإيران، مماثلة للضربة الإيرانية لإسرائيل، وتسبقها أيضا رسائل بأن هناك ضربة قادمة.. وإما  ضربة «خشنة» تنهي بها إسرائيل المشروع النووي الإيراني الذي يسبب  لها قلقا وجوديا.

واشنطن لا ترغب في إشعال حرب إقليمية

ورغم حالة التصعيد والتصريحات الساخنة التي تخيم على المنطقة، إلا أن كل الأطراف لا ترغب في الإنزلاق للحرب، وهناك ضابط لهذا التصعيد ممثلا في دور الولايات المتحدة الأميركية التي لا ترغب في إشتعال حرب إقليمية في المنطقة، بحسب تقديرات الخبير في شؤون الأمن الإقليمي والدولي، دكتور أحمد الشحات، مؤكدا أن أي صراع عسكري كبير في المنطقة سوف يهدد مصالح ووجود إسرائيل ومنشآتها النووية ويرفع من سقف حالة العداء ضدها، ويهدد المصالح الأميركية في المنطقة، وكذلك المصالح الاستنراتيجية الأوروبية في الشرق الأوسط.

وإذا كانت إسرائيل وأمن إسرائيل، ثابت رئيسي  للسياسة الأميركية  منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي، ولأبعاد كثيرة تاريخية وأيديولوجية وأبعاد ديمغرافية في الداخل الأميركي، فإن الولايات المتحدة لن تغامر بأي تصعيد يضرّ بامن إسرئيل.

تأجيل موعد الرد الإسرائيلي

وقال «د. الشحات»، في حوار على شاشة الغد، إن إسرائيل تنسق مع الولايات المتحدة بشأن توجيه الضربة لإيران، وقد قررت تأجيل الموعد وفقا للرؤية الأميركية، وكذلك عدم توجيه ضربة للعمق الإيراني، حتى لا تشتعل الحرب بين الطرفين، ولكن  تكتفي بتوجيه ضربة للبنية التحتية أو مواقع إيرانية لدى حلقائها في المنطق، داخل سوريا أو لبنان أو اليمن أو العرق، وأن يكون الرد محدودا لا يستدعي ردا إيرانيا آخر في المقابل.

 

……………………..

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى